Top Ad unit 728 × 90

نهاية عصر الريبر.. الطائرة الأغلى تسقط في أجواء اليمن

في تحول لافت في مشهد الحروب الحديثة، كشفت سلسلة إسقاطات طائرات MQ-9 Reaper الأميركية في أجواء اليمن عن تراجع مكانة هذه الطائرة التي لطالما اعتُبرت "جوهرة المسيّرات الأميركية". ففي ليلة منتصف مايو، أسقطت اليمن سابع طائرة من هذا الطراز خلال أشهر قليلة، في واقعة سلطت الضوء على التحديات التي تواجه الطائرات العسكرية الباهظة في بيئات قتالية متغيرة.

طائرة كانت رمزًا للتفوق

منذ دخولها الخدمة كبديل متطور لطائرة "برداتور"، صُممت MQ-9 لتكون منصة استطلاع وضربات دقيقة. فهي قادرة على حمل 8 صواريخ موجهة، والتحليق لأكثر من 24 ساعة على ارتفاع يصل إلى 50 ألف قدم، مع مدى يتجاوز 2000 كيلومتر. لكن هذه الميزات أصبحت اليوم سلاحًا ذا حدّين.

من نقاط القوة إلى مكامن ضعف

سقوط الطائرة الأكثر تطورًا بيد جماعة مسلحة لا تمتلك منظومات دفاعية متقدمة مثل تلك التي لدى روسيا أو الصين، يثير تساؤلات استراتيجية. فحجم "ريبر" الكبير الذي كان يتيح لها حمولة ضخمة بات يجعلها هدفًا سهلًا للرادارات وصواريخ أرض-جو. ورغم تزويدها مؤخرًا بتقنيات تشويش، لم تفلح في إخفائها عن الدفاعات اليمنية.

خسائر باهظة وقلق استخباراتي

تبلغ تكلفة الطائرة الواحدة من طراز MQ-9 نحو 30 مليون دولار. ووفق تقديرات، فقدت واشنطن أكثر من 15 طائرة فوق اليمن منذ أواخر 2023، بما يعادل نصف مليار دولار. تتجاوز الخسائر الجانب المالي، إذ تفقد واشنطن أيضًا قدرات استخباراتية عالية، حيث توفر "ريبر" تغطية بالفيديو في الزمن الحقيقي.

والأدهى، أن الحطام المتساقط قد يمنح خصوم أميركا مثل إيران أو الصين فرصة لدراسة مكونات الطائرة وفك شيفرة تقنياتها المتقدمة.

منصات جديدة وأسلحة زهيدة

التحول لا يقتصر على اليمن، ففي أوكرانيا، أنتج الجيش الأوكراني 2.2 مليون مسيّرة منخفضة الكلفة عام 2024، يُستخدم كثير منها كسلاح انتحاري فعّال. فبدلًا من المخاطرة بطائرة بـ30 مليون دولار، تُستخدم مسيّرات لا تتجاوز كلفتها 3000 دولار لتدمير أهداف مكافئة.

هذا التوجه دفع واشنطن لإيقاف ميزانية شراء طائرات MQ-9 منذ عام 2021، لصالح تطوير منصة جديدة باسم MQ-Next، لم تُكشف تفاصيلها بعد.

تراجع مفاهيم التفوق التقليدي

تراجع أداء "ريبر" يعكس تحولًا جوهريًا في مفاهيم الحرب. فالبيئات الهادئة التي صممت الطائرة لخدمتها خلال "الحرب على الإرهاب" لم تعد قائمة. اليوم، تتطلب الحروب وسائل منخفضة الكلفة، سريعة الإنتاج، قابلة للتضحية دون خسارة إستراتيجية.

ولعل أبرز تجليات هذا التحول، هو المشروع الصيني "جيوتيان"، الذي يمزج بين مسيّرات كبيرة قادرة على حمل أسراب من المسيّرات الأصغر، بما يجمع بين القوة والديناميكية والانتحارية التكتيكية.

لقراءة التقرير من: صحيفة الثورة pdf

نهاية عصر الريبر.. الطائرة الأغلى تسقط في أجواء اليمن

نهاية عصر الريبر.. الطائرة الأغلى تسقط في أجواء اليمن Reviewed by مدونة هاشم السريحي on 6/18/2025 Rating: 5

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.