"الرجل عديم اللون" يثير الجدل: هاشم الغيلي يبرهن على مستقبل السينما بالذكاء الاصطناعي

أحدث المنتج والمخرج اليمني هاشم الغيلي موجة واسعة من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول أفلام ومقاطع مرئية من إنتاجه، تم توليدها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بجودة فائقة تقترب من السينما الواقعية التقليدية.

اللافت في هذه الأعمال، التي انتشرت بكثافة خلال الأسابيع الأخيرة، هو قدرتها على محاكاة المشاهد السينمائية من حيث الدقة البصرية والحبكة السردية، ما جعل كثيرين يعيدون التفكير في مستقبل الصناعات السينمائية في ظل التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي تصريح إعلامي، كشف الغيلي عن إنجازه فيلمًا قصيرًا بعنوان "الرجل عديم اللون" (The Colorless Man) خلال أسبوعين فقط باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وبتكلفة لم تتجاوز 600 دولار، معتمدًا في ذلك على أداة Veo 3 التي أعلنت عنها شركة غوغل مؤخرًا، والتي تدمج العديد من وظائف التوليد والتحرير السينمائي داخل منصة واحدة.

وأكد الغيلي أن نتائج هذه الأدوات باتت بالغة الواقعية، إلى درجة يصعب فيها التمييز بينها وبين الأعمال التي تُنتَج عبر فرق بشرية وتقنيات تصوير تقليدية. مشيرًا إلى أن ما كان يحتاج ميزانيات ضخمة وأطقم فنية هائلة، يمكن اليوم إنجازه بموارد محدودة وفي وقت قياسي.

وفي تعليقه على التأثير المحتمل لهذه التقنيات على الصناعة، قال الغيلي:

"دون شك، الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحوّلات عميقة في عالم السينما... هناك وظائف عديدة في هذا المجال مهددة بالاختفاء، وبدأنا نرى ذلك فعليًا في هوليوود ونتفليكس، حيث تُستخدم هذه الأدوات لصناعة الإعلانات والترويج".

ويرى الغيلي أن تقبل الجمهور للأعمال السينمائية المُنتجة بالذكاء الاصطناعي سيزداد تدريجيًا، شريطة أن تُقدَّم بقصص مؤثرة ورسائل فنية قوية، مؤكدًا أن التقنية وحدها ليست كافية، وأن القيمة السردية هي التي تصنع الفارق.

وأعاد تفاعل الجمهور مع أعمال الغيلي النقاش حول مستقبل السينما والفنون، وخصوصًا المخاطر المتعلقة بتقليص الاعتماد على العنصر البشري، الأمر الذي قد يُعيد رسم خريطة سوق العمل الفني في السنوات المقبلة، وسط تحوّلات تكنولوجية متسارعة لم تكن تخطر على بال أحد قبل عقد من الزمن.

لقراءة التقرير من: صحيفة الثورة pdf