Top Ad unit 728 × 90

ستارلينك في اليمن: هل نحن أمام خدمة هدفها التجسس وجمع البيانات تحت غطاء تحسين الخدمات الرقمية؟

قانونيون يحذرون: خدمة ستار لينك قد تكون بداية لانتهاكات رقمية واسعة النطاق.

ندعو إلى الحذر من التعامل مع هذه الشركة ومنحها الوصول إلى بيانات المستخدمين في اليمن

 الثورة/ هاشم السريحي

أثار إعلان المليونير الأمريكي ومالك شركة «سبيس إكس»، إيلون ماسك، عن توفر خدمة الإنترنت الفضائي «ستارلينك» في اليمن ردود فعل متباينة، الإعلان جاء في تدوينة عبر حساب ماسك على منصة «إكس» (تويتر سابقًا) قال فيها: «ستارلينك متاح في اليمن»، مما أثار ضجة واسعة في اليمن والمنطقة، تبع ذلك تهنئة رسمية من السفارة الأمريكية في اليمن عبر تدوينة مماثلة على نفس المنصة تقول: «تهانينا لليمن لكونها أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من ستارلينك!»، وهو ما فتح الباب للتساؤلات والمخاوف حول طبيعة هذه الخدمة.

 خدمة ستارلينك تثير الجدل

اليمن، الذي يرزح تحت حصار خانق منذ سنوات ويعاني من انقطاع الرواتب وتدهور الخدمات الأساسية، وجد نفسه فجأة أمام خدمة إنترنت متقدمة تقدمها شركة عالمية بسهولة كبيرة، وفي حين رأى محسوبون على الحكومة المدعومة من دول العدوان هذه الخطوة كفرصة لتحسين الاتصالات في البلاد وتوفير خدمة الإنترنت في المناطق النائية التي تفتقر للبنية التحتية، تصاعدت الشكوك حول الدوافع الحقيقية وراء تقديم هذه الخدمة لليمن تحديدًا.

الكثير من اليمنيين أبدوا مخاوفهم من أن خدمة «ستارلينك» قد لا تكون مجرد خطوة لتسهيل الوصول إلى الإنترنت، بل ربما تنطوي على أجندات أخرى تتعلق بالتجسس وجمع البيانات تحت غطاء تحسين الخدمات الرقمية.

مخاوف من تجسس.. أصوات تحذر من الأجندات الخفية

في هذا السياق، عبر الدكتور حمود النوفلي- أستاذ مشارك بجامعة السلطان قابوس، عن قلقه في رسالة عبر منصة «إكس» وجهها إلى الشعب اليمني قائلاً: «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، أنتم من ينبه غيره، لا نحن من ننبهكم، احذروا من المشروع الأمريكي في تقديم خدمة ستارلينك كأول دولة عربية يحصل شعبها على هذه الخدمة!»، وأضاف النوفلي: «هذه الخطوة ليست حباً في اليمن، بل هي وسيلة لضرب قوته التي أذلتهم في الماضي، عليكم منع دخول هذه الخدمة وتوفير بدائل محلية بأسعار أرخص وجودة أفضل».

كما شدد أيمن العجري في تدوينة أخرى على منصة «إكس» على أن مباركة السفارة الأمريكية لإطلاق الخدمة في اليمن تُثير الريبة، قائلاً: «إذا كانت هذه الخطوة بريئة وغير مرتبطة بأجندات خفية، فلماذا سارعت السفارة الأمريكية إلى تهنئة اليمن بهذه السرعة؟ الموضوع يحمل أبعادًا استخباراتية وسياسية بلا شك».

قراءة قانونية متعمقة.. هل يتم انتهاك حقوق الخصوصية؟

من جهة أخرى، تناول الدكتور إبراهيم الإبي،- أستاذ القانون، جوانب قانونية تتعلق بسياسات شركة «ستارلينك» حول الخصوصية، في منشور طويل على حسابه في «فيسبوك»، أوضح الإبي أنه قضى أربع ساعات في دراسة القوانين والسياسات التي تتبعها «ستارلينك» فيما يتعلق بجمع البيانات وخصوصية المستخدمين، وخاصة في دول العالم الثالث، وقال: «ما وجدته صادم للغاية، التعامل مع الدول النامية يتم بشكل غير إنساني تمامًا، حيث تُجبر هذه الدول على التنازل عن حقوقها في الخصوصية الرقمية، بينما تحظى الدول المتقدمة بحماية صارمة لبياناتها الشخصية»، وأضاف: «الشركة تعامل مواطني العالم النامي وكأنهم مجرد أرقام، بدون أي حقوق أو ضمانات قانونية».

وأكد الإبي أن هذه الخدمة قد تكون بداية لانتهاكات رقمية واسعة النطاق، داعيًا إلى ضرورة الحذر من التعامل مع هذه الشركة ومنحها الوصول إلى بيانات المستخدمين في اليمن دون رقابة كافية.

لماذا اليمن؟: تساؤلات حول اختيار الدولة الأولى في الشرق الأوسط

أثار العديد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات حول اختيار اليمن كأول دولة في الشرق الأوسط تُتاح لها خدمة «ستارلينك»، أنس الجابي، في تدوينة له على «فيسبوك»، عبر عن استغرابه قائلاً: «اليمن ليس الدولة الأغنى ولا الأكثر استثماراً في الإنترنت، فلماذا تقدم إيلون ماسك بهذه الخطوة تحديدًا في هذا الوقت؟ لماذا اليمن وليس دول الخليج الأكثر ثراءً واستخدامًا للتكنولوجيا؟»، وتابع: «لا أريد أن أتهم مباشرة، ولكن هذا الأمر يثير الريبة، خاصة في ظل الظروف السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة».

وربط الجابي بين هذه الخطوة والمصالح الأمريكية في المنطقة، مشيرًا إلى أن توقيت تقديم الخدمة قد يتزامن مع تدهور أوضاع التجسس التقليدي وفشل طائرات التجسس مثل MQ9، مما دفع الولايات المتحدة إلى استخدام وسائل أخرى لجمع المعلومات.

الحلول البديلة.. مواجهة ستارلينك عبر تقوية الشبكات المحلية

أمام هذه المخاوف المتزايدة، دعا العديد من المهتمين بشؤون التكنولوجيا والاتصالات في اليمن إلى مواجهة “ستارلينك” من خلال تحسين خدمات الإنترنت المحلية، المهندس سامي عباس العبسي كتب على حسابه في “فيسبوك” مقترحًا كحل واضح لشركات الاتصالات المحلية لمنافسة ستارلينك: “إذا أرادت شركات الاتصالات اليمنية الحفاظ على حصتها في السوق ومنع تغلغل ستارلينك، فعليها القيام بخطوتين أساسيتين: أولاً، تخفيض أسعار الإنترنت، وثانياً، تعزيز قوة وجودة الخدمة”، وأضاف: “مالم يتم اتخاذ هذه الخطوات بشكل عاجل، فإن ستارلينك ستتمكن من السيطرة على السوق بسهولة، وهو ما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة للشركات المحلية”.

خاتمة.. ما المستقبل؟

تتزايد التحذيرات من استغلال هذه الخدمة لأغراض غير معلنة، ولكن على الجهات الرسمية في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تكثيف الجهود لمواجهة التحديات الرقمية التي قد تطرأ؟ والعمل على بدائل محلية قادرة على منافسة هذا المشروع العالمي؟ وخصوصا وأن لدينا خبرات مبدعة..

والأيام المقبلة ستكشف أن لدينا الكثير من الوسائل لمواجهة هذه الحرب التي تستهدف أمننا القومي والمعلوماتي.

لقراءة التقرير من: صحيفة الثورة pdf 

ستارلينك في اليمن: هل نحن أمام خدمة هدفها التجسس وجمع البيانات تحت غطاء تحسين الخدمات الرقمية؟
ستارلينك في اليمن: هل نحن أمام خدمة هدفها التجسس وجمع البيانات تحت غطاء تحسين الخدمات الرقمية؟ Reviewed by مدونة هاشم السريحي on 9/25/2024 Rating: 5

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.